Home أخبار الصحة العقلية مرتبطة بتقدم أفضل في السن: الجبن ونمط الحياة مهمان

الصحة العقلية مرتبطة بتقدم أفضل في السن: الجبن ونمط الحياة مهمان

35
0

تسلط دراسة جديدة الضوء على الدور المهم الذي تلعبه الصحة العقلية في تحديد الشيخوخة الصحية، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي. من خلال تحليل البيانات الجينية لأكثر من 2.3 مليون أوروبي، وجد الباحثون أن الصحة العقلية الأفضل تؤدي إلى شيخوخة أكثر صحة، وتتميز بقدر أكبر من المرونة، وتحسن الصحة الذاتية، وطول العمر. ومن المثير للاهتمام أنهم حددوا أيضًا بعض خيارات نمط الحياة، بما في ذلك النشاط، وعدم التدخين، وتناول الجبن والفواكه، باعتبارها مفيدة للصحة العقلية والشيخوخة الصحية.

وتم نشر النتائج في مجلة Nature Human Behaviour.

لقد زاد متوسط ​​العمر المتوقع للإنسان بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، مما فرض تحديات على الأفراد والمجتمع، مثل متطلبات الرعاية الصحية والأعباء المالية. وفي حين كانت الصحة البدنية وطول العمر غالبًا محورًا لأبحاث الشيخوخة، إلا أن دور الصحة العقلية لم يحظ باهتمام كبير. وهدفت هذه الدراسة إلى استكشاف العلاقة السببية بين الصحة العقلية والشيخوخة الصحية، وما إذا كانت هذه العلاقة مستقلة عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

استخدمت الدراسة تقنية تُعرف باسم العشوائية المندلية للتحقيق في العلاقة السببية بين الصحة العقلية والشيخوخة الصحية. تستخدم هذه الطريقة البيانات الجينية لتحديد ما إذا كان الارتباط الملحوظ بين سمتين سببيًا أم مجرد ارتباط. من خلال استخدام المتغيرات الجينية كبدائل للتعرضات، تساعد العشوائية المندلية في التخفيف من التحيزات الشائعة في الدراسات الرصدية، مثل العوامل المربكة والسببية العكسية.

قام الباحثون بتحليل البيانات من ثماني مجموعات بيانات جينية تشمل أكثر من 2.3 مليون فرد من أصل أوروبي. تضمنت هذه المجموعات معلومات عن خمس سمات رئيسية للصحة العقلية: الرفاهية العامة، والرضا عن الحياة، والتأثير الإيجابي، والعصابية، وأعراض الاكتئاب. بالإضافة إلى الصحة العقلية، نظرت الدراسة في ثلاثة مؤشرات اجتماعية واقتصادية: الدخل، والتعليم، والمهنة.

أجريت الدراسة على مرحلتين. في المرحلة الأولى، قام الباحثون بتقييم الارتباطات السببية بين سمات الصحة العقلية ومختلف أنماط الشيخوخة، والتي شملت المرونة، والصحة الذاتية، ومدة الصحة، وعمر الوالدين، وطول العمر. كما فحصوا ما إذا كانت هذه الارتباطات مستقلة عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

وفي المرحلة الثانية، بحث الباحثون في العوامل الوسيطة المحتملة التي قد تؤثر على العلاقة بين الصحة العقلية والشيخوخة الصحية. وشملت هذه العوامل خيارات نمط الحياة (على سبيل المثال، النظام الغذائي، والنشاط البدني، والتدخين)، والسلوكيات (على سبيل المثال، استخدام الأدوية، والأداء الإدراكي)، والوظائف الجسدية (على سبيل المثال، مؤشر كتلة الجسم، ومستويات الكوليسترول)، والأمراض (على سبيل المثال، أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري).

توصلت الدراسة إلى وجود علاقة سببية قوية بين تحسن الصحة العقلية ونتائج الشيخوخة الصحية. على وجه التحديد، أظهر الأفراد الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الصحة العقلية درجات أعلى بشكل ملحوظ في النمط الظاهري للتأثير الجيني المرتبط بالشيخوخة (الشيخوخة-GIP)، بالإضافة إلى مرونة أكبر، وتحسن في الصحة الذاتية، وعمر أطول للوالدين.

على سبيل المثال، كشفت الدراسة أن الزيادة المحددة وراثيًا في الرفاهية العامة كانت مرتبطة بارتفاع كبير في معدل الشيخوخة (1.21 انحراف معياري)، والمرونة (1.11 انحراف معياري)، والصحة الذاتية (0.84 نقطة)، ومدة الصحة (نسبة الأرجحية 1.35)، وعمر الوالدين (3.35 سنة). ومع ذلك، لم يتم العثور على ارتباط كبير بين الرفاهية العامة وطول العمر (نسبة الأرجحية 1.56).

ومن المهم أن الدراسة أثبتت أن العلاقة بين الصحة العقلية والشيخوخة الصحية استمرت بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وفي حين ارتبط ارتفاع الدخل والتعليم والتحصيل المهني بتحسن الصحة العقلية، فإن التأثير الإيجابي للصحة العقلية على نتائج الشيخوخة ظل كبيرا حتى بعد تعديل هذه العوامل الاجتماعية والاقتصادية. وهذا يشير إلى أن الصحة العقلية تمارس تأثيرا قويا ومستقلا على الشيخوخة الصحية.

كما حدد الباحثون العديد من عوامل نمط الحياة التي تساهم في تعزيز الصحة العقلية، وبالتالي الشيخوخة الصحية. ومن بين هذه العوامل، ارتبط النشاط البدني وتجنب التدخين بتحسن الصحة العقلية ونتائج الشيخوخة الصحية. وشملت العوامل المؤثرة الأخرى الأداء الإدراكي، والعمر عند بدء التدخين، واستخدام بعض الأدوية، والتي توسطت أيضًا العلاقة بين الصحة العقلية والشيخوخة. بالإضافة إلى ذلك، وجد أن العادات الغذائية مثل استهلاك المزيد من الجبن والفواكه مفيدة.

ومن المثير للاهتمام أن هذه ليست الدراسة الأولى التي توصلت إلى وجود صلة بين استهلاك الجبن والصحة العقلية. فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة Nutrients وجود علاقة بين استهلاك الجبن بانتظام والصحة الإدراكية لدى كبار السن. وبتحليل بيانات 1516 مشاركًا تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، وجد الباحثون أن الأفراد الذين يتناولون الجبن بانتظام يميلون إلى الحصول على درجات أفضل في الوظائف الإدراكية.

ورغم أن الدراسة الجديدة تقدم أدلة دامغة على العلاقة السببية بين الصحة العقلية والشيخوخة الصحية، فإنها تعاني من بعض القيود. على سبيل المثال، ركزت الدراسة على الأفراد من أصل أوروبي، وبالتالي قد لا تكون النتائج قابلة للتعميم على فئات سكانية أخرى. وينبغي للبحوث المستقبلية أن تبحث ما إذا كانت هذه العلاقات صحيحة عبر مجموعات عرقية مختلفة.

ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز الصحة العقلية يمكن أن تحسن نتائج الشيخوخة بشكل كبير.

واختتم الباحثون بالقول: “تؤكد نتائجنا على ضرورة إعطاء الأولوية للصحة العقلية في السياسات الصحية الرامية إلى تعزيز الشيخوخة الصحية، وتقترح أن التدخلات الرامية إلى معالجة التفاوتات في الشيخوخة الصحية المتعلقة بالصحة العقلية دون المستوى الأمثل يمكن أن تستهدف تعزيز أنماط الحياة الصحية مثل تقييد وقت مشاهدة التلفزيون وتجنب التدخين؛ ومراقبة الأداء والوظائف الجسدية مثل تعزيز الوظيفة الإدراكية وتنظيم السمنة؛ والوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة”.

الدراسة، التي تحمل عنوان “أدلة التوزيع العشوائي المندلية للتأثير السببي للرفاهية العقلية على الشيخوخة الصحية”، قام بتأليفها تشاو جي يي، ودونغ ليو، ومينغ لينغ تشين، ولي جي كونغ، وتشون دو، ويي ينغ وانغ، مين شو، يو شو، ميان لي، تشي يون تشاو، روي تشي تشنغ، جي تشنغ، جي لي لو، يو هونغ تشين، غوانغ نينغ، وي تشينغ وانغ، ويو فانغ بي.

مصدر

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here